قرأت
ما كتبه الصديق فراس معلا في جريدة الوطن التي أكتب هذه المقالة فيها أيضا
حين عنون مقالته " بلا لوزارة الرياضة " وأعتقد أنه كان يرد بشكل أو بآخر
على مقالتي التي حملت عنوان " لا لمنظمة الإتحاد الرياضي العام " .. وحتى
لو لم يكن ردا على ما كتبته فهو في النهاية يقول رأيه الذي يستند فيه لم
شاهد وقرأ وسمع وأنا اقول رأيي مستندا لما شاهدته وعاينته على الطبيعة بعد
خبرة 30 سنة في العمل الرياضي نصفها خارج سورية وبتماس مباشر مع أهم الدول
المتطورة رياضيا في العالم بحكم عملي وأعتقد أن الصديق فراس أيضا له تجارب
مماثلة ولكن الفارق أنني إعلامي وهو من أصحاب القرار الرياضي ضمن منظمة
الإتحاد الرياضي العام إن كان سابقا أو لاحقا ....
وهنا أحب أن أؤكد على ضرورة الحوار حول مستقبل الرياضة السورية بدون التشبث
والتمسك بأية قوالب جاهزة أو رؤى جامدة لمجرد المماحكة أو ( العند )
وطالما كان هناك حوار فبالتالي هناك حراك فكري أراه صحيا بكل المقاييس لأنه
ينطلق من مصلحة الجميع لمستقبل أفضل للرياضة السورية ....
ولا أعتقد أنه من الصواب نهائيا الحكم على التجربة اليابانية من خلال زيارة
سريعة أو تسمية مشتركة لمليون إختلاف بين طبيعة البلدين وتجربتهما ...
واول مظاهر الإختلاف أن اليابان بلد متطور حضاريا وصناعيا وأول من طبق دوري
المحترفين مئة بالمئة وله حاليا أربعة مقاعد تلقائية في دوري أبطال آسيا
ونحن ولا مقعد وهو بطل القارة رغم أنه لم يلعب كرة القدم تنافسيا إلا نهاية
الثمانينات والدليل أنه في كأس آسيا في الدوحة 1988 خسر من كورية الجنوبية
والإمارات وقطر ولكنه في كأس آسيا في اليابان 1992 نال اللقب ومن يومها هو
ضيف شبه دائم في النهائي وحاليا هو بطل آسيا المتوج كما أستضاف نهائيات
كأس العالم 2002 و دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964 وكأس القارات
وكاس العالم للأندية وشارك في كوبا امريكا وبطولات عالمية اخرى نعجز عن
تعدادها ولديه قدرة مالية وتسويقة هائلة ... ولم يطبق ذلك بمنظمة تأسست
ونمت وتكونت على فكر الهواية وهي واحدة من منظمات " حزب " حتى لو كان هذا
الحزب هو القائد للدولة والمجتمع " حاليا " حسب الدستور والذي ينادي
الكثيرون بتغيير هذه النظرة حتى من داخل الحزب نفسه ومن أعلى القيادات ...
اليابان لم تتطور بلجان تنفيذية وتعيينات " حزبية " وحارة كل مين أيدو
بحيث نسمع في القرن الحادي والعشرين بمن يطالب بتظافر جهود وزارات التربية
والتعليم والإدارة المحلية والدفاع والداخلية ومجلس أعلى لدعم المنتخب
الوطني من اجل مساعدة الرياضة وكرة القدم تحديدا ؟؟؟
أنا طالبت بلجنة اولمبية تكون هي الوعاء الذي يحتوي رياضيي البلد وللعلم
فقط فقد شاركت شخصيا في دورتين للألعاب الآسيوية واحدة في الصين عام 90
بصفة لاعب رماية ( لعدم قدرة المنظمة على الصرف على صحفي وكان معنا آنذاك
اللواء موفق جمعة كرئيس لإتحاد ألعاب القوى ) وفي هيروشيما باليابان عام
1994 وكنت لاعب جودو لنفس السبب ونحن لانطالب بالغاء المنظمة لسواد عيونها
بل لأننا نرى أنها لا يمكن أن تطور الرياضة في سورية بعد 40 عاما من
التجربة واليابان بطلة لآسيا وحاليا بطلة لكأس العالم للسيدات ونحن نخرج من
الدور الأول لنهائيات أمم آسيا ونحلم مرة بالوصول للدور الثاني أو نهائيات
كؤوس العالم .. فهل مجرد تشابه الأسماء يعني أن التجربتين متماثلتين ؟؟؟
