صِلة الرحم من الِصلات التي تقرب الإنسان المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى وهي من أحب الأعمال إلى الله
عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم))
وصلة الرحم تكون بين الأقارب من جهة الوالدين وحث عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة . عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الرحم معلقة بالعرش من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع رحم )
وتكون صلة الرحم بعدة أمور كثيرة تساعد في الترابط والتواد والتراحم منها الزيارات المتبادلة بين بعضهم البعض أو السؤال والاطمئنان أو الاجتماع بين فترة وأخرى والمشاركة في المناسبات وإجابة الدعوة وعدم الاعتذار إلا للضرورة ولأسباب مقنعة
و زيارة المرضى والسؤال عنهم
التهنئة في الأعياد وفي زواج أو نجاح او أي مناسبة مفرحة تمر بأحدهم وتقديم الهدايا بقدر الاستطاعة وقيل في الحديث ( تهادوا تحابوا )
ومواساة بعضهم البعض في وقت الأحزان لوفاة أو حدث مكروه لاحدهم زيارة كبار السن وإظهار مشاعر الاهمام بهم والحب لهم والتحدث بلطافة معهم
ويجب دوما إحسان النيات وعدم حمل شيء في النفس تجاه بعض الأقارب لأي سبب كان بحسن نية أو بسوء نيه من بغض وكره أو عتاب وأن تكون الثقة متبادلة بين أطرافه وإحسان الظن وعدم المحاسبة أو العتاب
قد يكون هناك من أكرمه الله بالرزق والغنى والجاه فيجب أن لا يجعل للغرور والكبر مكان في تكوين شخصيته وإنما لينظر حوله ويتلمس احتياجات من حوله قد يكون منهم من يحتاج إلى الصدقة أو إلى الزكاة فالأقربون أولى قال الله تعالى (وقال تعالى : (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة:215) .
ويجب التواصل الدائم بين الأرحام وعدم قطعها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل با لمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1). ويجب على الوالدين تعويد أبنائهم على صلة الرحم وغرسها في نفوسهم وأن يجعلونهما يحبون القيام بها عن قناعة تامة ولا يكون كذلك إلا إذا رأوا والديهما يقومان بذلك أي بالتواصل والسؤال والاطمئنان والزيارة بين وقت وآخر والتوضيح لهم ما للفوائد الجمة لمن يقوم بهذه الخصلة
وأن يحاول الأبناء أن يؤدوها على أكمل وجه لكسب الرضى من رب العالمين ثم لكسب الأجر والمثوبة ونثقل بها موازين أعمالهم وأن لا يلهيهم عن القيام بها أي شيء من أمور الدنيا أو تطول المدة بينهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه
ما نلاحظه الآن في المجتمع القطيعة بين الاقارب وهي من قطيعة الأرحام وعدم الصلة بينهم لأسباب كثيرة أكثرها وأبرزها من أمور الدنيا التي تلهي الإنسان عن أدائها وتبعده عن القيام بها
ويكون تفكيره واهتمامه منصب عليها يصبح ويمسي دائم التفكيربها وهي لها النصيب الأكبر من اهتماماته ( أقصد به أمور الدنيا )
مما يجعله دائما قلقا متذمرا لا يجد طعما للراحة ولا للحياة وأحيانا لا نجده راضيا عن نفسه ولا عن من حوله ولم يحقق رغبات نفسه التي يطمح إليها ولا رغبات من حوله ولم يؤدي حق من حقوق الله الواجبة عليه وهي صلة الرحم فلو قام بها لشعر بالرضى وبالراحة وبالاطمئنان وبالهدوء والسكينة ويبارك الله سبحانه وتعالى له في كل عمل يقوم به ويتحقق له مراده بأمر من رب العالمين
الحمد لله رب العالمين واعترف أنني أحيانا قد أكون مقصرة في ذلك ولكن لأمر خارج عن إرادتي ولكنني لا أجعله يطول وأعوض عنه باتصال تلفونيا يريحني بعدها من عذاب الضمير الذي يؤنبني دائما بالتقصير في ذلك ويعود الرضى وتعود راحة الضمير
