أين قوة الفولاذ ؟
أصمُّ أنت وفي القدس الأباطيلُ ؟
وأبكمٌ لا تواتيك التعاليل ؟
هل مات حسّك ؟ والإحساس منقبة
وقد تكاثر في القوم المهازيلُ
أليس تأسى على سلمى وجارتها
في غزة ، دكت الدار الزلازيل ؟
تحت الجنازير أشلاءٌ مُمزّقةٌ
قد جُرّفت ألفُ "راشيلٍ" و"راشيلُ"
أما وقفتَ على الأطلال تسألها
لعل عن أهلها تُروى التفاصيلُ ؟
ألا يجيبك عنها ناعبٌ نكدٌ ؟
والحال تفصحُ : تعذيب وتنكيل
آثار قُنبُلةٍ ، جنزيرُ مرْكبةٍ
حريقُ فسفورَ ، أوْ نسفٌ وتقتيلُ
قد يحفر النوحُ في أشجان سامعه
ما يعجَزُ الرسمُ عنه والأقاويلُ
ما مثلُ غزّة في التاريخ مَحرقةً
كأنما زارها الطيرُ الأبابيلُ !!
نُبّئتُ عن جدُر الفولاذ يَنقُبها
بقدرة الله قَدّومٌ وإزميلُ
قد ذوّبوهُ بأملاح مُصنّعةٍ
من تُرْب غزةَ ما فيهنّ مدخولُ
لان الحديدُ لمن داوودُ قُدوتُه
فعندنا فيه آثارٌ وتنزيلُ
صار العَصيّ تراباً ، أين شدته ؟
وصار ما طال منه ما له طولُ
صار البناء دماراً ، أين ما بذلوا ؟
أين الأساسات ؟ بل أين التهاويل ؟
تواضعَ اليومَ ذَوْباً في صفائحه
كأنّه - وهو مصقولٌ - غرابيلُ
بالأمس كان لذي القرنين مأثُرةً
لا يفتأُ الجيلُ يرويها له الجيلُ
صار المصنَّع في إبان جِدته
كخردة شأنها رمي وتبديلُ
* * *
قد أيّد "الغربُ" بالفولاذ دعمَهمُ
ومن تحصّن بالجدران مرذول !
من ظن بأسَ حديدٍ قد يقي قدراً
من بأس ربِّك فالظن الأحابيلُ
دُكّتْ مصانع أمريكا وشِرَّتُها
تبخَّرَ الكيدُ وانزاحت عقابيلُ
صخور غزة باتت ليس يقربها
موج العِدا ، فكأن قد راعها الغولُ
ركضاً إلى القُدسِ مسرى الأمس قد أزفت
كتائبُ الحق تُزجيها الأساطيلُ
"الله أكبرُ" تعلو فوق مسجدها
هناك ترفع راياتٌ وتهليلُ
***
بنغازي . ليبيا
10 . 6 . 2010
نشر في مجلة الرقيم