أريد ابني متفوقاً
حينما ينجح الطفل يزداد طموحه وتقوى ثقته بنفسه، ويحس بأنه ذو قيمة
بين أصدقائه وعائلته وأنه أصبح محط الاحترام والتقدير من قبل الجميع
خصوصاً الوالدين, لذا يتوجب على الأسرة أن تبحث عن الحوافز والوسائل التي
تساعد على تحقيق النجاح، لأن هذا الأخير لا يمكن أن يتحقق إن لم تكن هناك
جهود متضافرة بين الأسرة والمدرسة.
مفاتيح التفوق:
الثقة بالنفس:
وهي أول مفاتيح النجاح في حياة الطفل، وللوالدين الدور الكبير في
زرع هذه الثقة في نفس الطفل, وذلك بإعطاء آرائه وإنجازاته, سواء المتعلق
منها بالدراسة أو غيرها, قيمة وقدراً قصد الدفع به للمزيد من العطاء، بدل
الاستهزاء به ونعته بالصفات السلبية كأن تقول له الأم أو الأب مثلاً: يا
غبي، يا كسول، أنت لا تفهم شيئاً، أو تحط من مرتبته فتقول له : فلان أحسن
منك, إلى غيرها من الألقاب التي من شأنها أن تكسر وتحطم نفسية الطفل فتدفعه
إلى التقاعس والاستسلام وعدم التفكير في النجاح، لأنه أصبح في نظره بعيد
المنال بعدما حادت الأسرة عن التوجيه الصحيح.
التشجيع والثناء:
في داخل كل طفل طاقة هائلة، لكنها تحتاج إلى الشرارة التي تفجرها،
والطفل في مسيرة حياته الدراسية لن يقوى على المثابرة والإجتهاد بدون هذه
الطاقة .
يقول أحد المفكرين:” إن الشعلة الهائلة هي نتاج شرارة صغيرة”, وللأسرة في
هذا الجانب الدور الأساسي في تدعيم الطفل من خلال إحياء طاقته، وبث روح
العمل الجاد والرغبة في التحصيل العلمي في نفسه .
الطفل بطبيعته يحتاج إلى محفزات مادية ومعنوية، وقد يستجيب للتوجيهات
بصورة أفضل عند وجود هذه المحفزات المشجعة, فبدل من إجبار الإبن على الحفظ
أو الإنجاز للحصول على أفضل النتائج، ترضي الوالدين فقط، يستحسن تحبيب
ذلك كله له بطرق سهلة وسليمة والتي يعد التشجيع من أبرزها ومن أمثلة
الحوافز المشجعة:
- البحث عن نقاط القوة في الطفل وتعزيزها وتنميتها .
- تشجيع الطفل على مواصلة الدراسة بضرب الأمثلة النموذج، وذكر العناصر الناجحة في الدراسة.
- ربط الدراسة وأهدافها بمحاربة الجهل في كل المجالات واعتبارا لعلم نور الحياة، وعكسه الجهل القاتل للأفراد والأمم.
- الرفع من معنويات الإبن وتشجيعه بهدايا رمزية بين الفينة والأخرى عند قيامه بعمل مفرح.
- احترام أوقات لعبه وراحته، فذلك مما يشجع على الدراسة.
- عدم الطعن في المؤسسة والمدرسين أمام الإبن، لأن ذلك ينعكس سلباً على نفسيته فينقص اهتمامه وانشغاله بالدراسة .
المتابعة:
إن نجاح العملية التعليمية لا يتم إلا بتضافر جهود الأسرة
والمدرسة، ولا يمكن للأسرة أن تلقي اللوم على المدرسة والمدرسين عند فشل
أبنائها دراسياً، فالمسؤولية مشتركة وللوالدين فيها نصيب.
لذا فعلى الأسرة أن تتابع مستوى الإبن وتتفقد أحواله، وأن تبذل قصارى جهدها في مساعدته لتحقيق النجاح الذي
تنشده لابنها, ومن بين الأمور المساعدة في هذا الباب:
- فتح حوار يومي مع الطفل حول أحواله الدراسية، وما صادفه من عراقيل سواء
في معاملته مع معلميه أو أصدقائه، أو كيفية تعامله مع ما يتعلمه، فهذا مما
يشعر الطفل بقيمة الدراسة، واهتمام والديه به.
- التعرف على مدرسي التلميذ، وتفقد أحواله ومستواه.
- الإطلاع كلما سمحت الظروف على نتائج الطفل الدراسية ومواظبته وحقيقة سلوكه بالاتصال بإدارة المؤسسة.
- مدارسة النتائج الدورية مع التلميذ وتحليلها في جو بعيد عن التأنيب
والسخرية للوقوف على نقط الضعف ومكامن القوة ومساعدته على اقتحام العقبات
التي تعترض سيره الدراسي .
- الاستجابة لكل دعوة تقدمها المؤسسة في شأن التلميذ.
- الحضور في الأنشطة التي تنظمها المدرسة لفائدة التلميذ.
تنظيم العمل:
لا يمكن لأي عمل أن يكون ناجحاً إن لم يسبقه تنظيم وتخطيط وبرمجة،
فالتنظيم أساس النجاح، ليس في الدراسة فقط، بل في كل مناحي الحياة ,
فتنظيم العمل من الوسائل المساعدة للتلميذ في توضيح خطة دراسته .
لذا ونحن نطمح إلى تحقيق تفوق دراسي لدى الطفل، يجب أن ننظم الأولويات، ونضع خطة عمل تكون سبباً في بلوغ المقصود:
- تحديد الهدف، فتحديد هدف النجاح من قبل التلميذ في حد ذاته نجاح.
- احترام الأولويات عند إنجاز الأنشطة.
- اختيار الوقت المناسب لمراجعة الدروس.
- البدء بالمواد السهلة.
- تهييئ المكان المناسب داخل البيت للمراجعة.
- أخذ الوقت الكافي للنوم واحترام مواعيده .
إن هذه المفاتيح من شأنها أن تفجر لنا الطاقات الكامنة في الطفل، وأن تكشف
عن جوانب التميز والقصور عنده، وتجعله يرتقي دائماً حتى يكون عند حسن
الظن.