التاريخ
قام
البحارة الأندلسيون بأنشاء المدينة سنة 902 م. أصبحت مدينة وهران بعدها
محط نزاع بين الأمويون والفاطميين. خربت المدينة عدة مرات أثناء هذه الفترة
و قامت تحالفات عدة بين الدولتين و القبائل الضاربة على نواحيها كأزجاس و
مغراوة و صنهاجة.
انتهت فترة الإضطرابات بعد دخول المدينة في نفوذ
الأمويين سنة 1016 م. جاءت بغدها الفترة المرابطية سنة 1081 م. و عرفت
المدينة الصراع الأخير للمرابطين من أجل البقاء حيث فر إليها آخرهم تاشفين
الذي حاول الفرار من المرسى الكبير إلى الأندلس إلا أنه هلك.
بعد
ظهور دولة بني عبد الواد ضمت وهران إليها. إلا أن هذه الدولة كان عليها أن
تواجه الدولتين الحفصية و المرينية. وكانت وهران دائما أهم مدينة دخلت في
هذا الصراع. كانت المدينة تمثل أهم ميناء تجاري للدولة الزيانية و منفذا
لها على البحر المتوسط. وعلى هذا كان المرينيون يعرضون على الزيانيين الصلح
في مقابل تسليمهم مدينة وهران. حاصرها المرينيون مرات عدة أولها سنة 1296
م. وآخرها سنة 1368 م.
تنقلت المدينة أثنائها بين أيادي الحفصيين،
المرينين ثم الزيانيين. منذ 1425 م. و بعد أن بسط السلطان الحفصي أبو فارس
هيمنته على الدولة و بداية الصراع والانقسام بين أسرة الزيانيين، شكلت
مدينة وهران بلاطاً ثانيا بعد مدينة تلمسان، حيث كان يلجأ إليها أفراد
الأسرة المعارضين للسلطان. كل هذه العوامل وغيرها مكنت الإسبان من
الإستيلاء على المدينة سنة 1509 م.
كانت أسبانيا بقيادة الكاردينال
شيسيروس قد احتلت المرسى الكبير سنة 1504 م. ثم بدأت بعدها شن هجمات على
المدينة انتهت بسقوطها. أعمل الإسبان السيف في سكان المدينة كما قامو
بتحويل الجوامع إلى كنائس. كانت المدينة تمثل بالنسبة للإسبان نقطة ارتكاز
للاستيلاء على باقي البلاد. إلا أن النتائج جاءت مخيبة. و لم يأتي احتلال
المدينة الذي دام طويلاً بأي نتائج. كانت مقاطعة أهل البلاد لهم وقطع
الموارد عنهم أجبرتهم على طلب المؤونة من أسبانيا وكان الإسبان يتوقعون
سهولة الحصول عليها بعد نهب المناطق المجاورة.
على مدار الثلاثة
قرون الثالية حاصر الأتراك المدينة عشرات المرات، دام بعضها أسابيع والآخر
أشهراً. كما كانت القبائل الضاربة في المنطقة تقوم بشن حملات مناوشة ضد
الحامية الإسبانية. وأمام عدوانية أهل البلاد بقي الإسبان وراء حصونهم ولم
يعد يهمم التوسع بقدر ما كان يشغلهم مسألة توفر المؤونة.
منظر لمدينة وهران من قلعة سانتا كروز
منظر لمدينة وهران من قلعة سانتا كروز
استطاع
الباي بوشلاغم دخول المدينة سنة 1705 م بعد حصارها، إلا أن الإسبان
استطاعوا تجميع أسطول بحري كبير مكنهم من انتزاع المدينة مجدداً سنة 1732
م. و كانت هذه الفترة بالنسبة للإسبان أعسر من سابقتها. انتهت الفترة
الثانية يوم 8 أكتوبر 1792 م. بعد محاصرة الباي محمد بن عثمان الكبير. ضرب
المدينة زلزال كبير أثناء اليوم الأول من الحصار فدمرها عن آخرها. كان
بمقدور الباي المهاجمة و الاستيلاء على المدينة بسهولة إلا أنه ترك الإسبان
يدفنون موتاهم. بدأت بعدها جولة مفاوضات طويلة بين الباي والملك شارل
السادس انتهت بقبول هذا الأخير التنازل عن المدينة والمرسى الكبير وجلاء
الحامية الإسبانية من البلاد نهائياً. بين سنوات 1792-1830 م تداول على
المدينة التي أصبحت مركزا لبايليك الغرب عدة بايات كان آخرهم حسن باي.
بعد
استيلاء الفرنسيين على مدينة الجزائر سنة 1830 م، ارسل القواد حملة بقيادة
الماريشال بورمون الذي استطاع الإستيلاء على المرسى الكبير. بعد مفاواضات
مع الباي حسن قبل الأخير التسليم و تنازل عن المدينة. بعد فترة الإنتظار و
الترقب دخل الفرنسيون المدينة سنة 1831 م. رحل الباي بعدها إلى مكة و معه
عائلته.
فيها تطورت موسيقى الراي و خرجت إلى العالم. و تدور فيها أحداث رواية ألبير كامو، الوباء (سنة 1947). من أشهر أبنائها الشاب خالد.
و فرق كرة القدم المفضلة فيها فريق مولدية وهران و جمعية وهران.
الله يخلينا الباهية
ويحفظ بلادنا الجزائر