فضل
البكاء من خشية
الله عند الدعاء
البكاء من خشية
الله :
إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية
الله تعالى يلين
القلب، ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه
الله : "
البكاء من سبعة
أشياء :
البكاء من الفرح ،
والبكاء من الحزن ،
والفزع ،
والرياء ،
والوجع ،
والشكر ،
وبكاء من خشية
الله تعالى ،
فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار ! " .
وقد مدح
الله تعالى
البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: ( إن الذين أوتوا العلم من
قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد
ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) [الإسراء 107-109].
فضل
البكاء من خشية
الله:
إن للبكاء من خشية
الله فضلا
عظيما ، فقد ذكر
الله تعالى بعض
أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم:
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) [مريم58].
وقال تعالى عن أهل الجنة : {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ .
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا
مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور 25 –
28 ]
أما رسول
الله صلى
الله عليه وسلم
فقد قال: " لا يلج النار رجل بكى من خشية
الله حتى يعود
اللبن في الضرع " .
وقالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا
ظلُّهُ..."وفي آخره:" ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
.
وقال "عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية
الله ، وعين
باتت تحرس في سبيل
الله ".
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم
: "ليس شيء أحب إلى
الله من
قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية
الله ، وقطرة دم
تهراق في سبيل الله، وأما الأثران : فأثر في سبيل
الله ، وأثر في
فريضة من فرائض الله".
وكان السلف يعرفون قيمة
البكاء من خشية
الله تعالى،فهذا
ع
بد
الله بن عمر رضي
الله عنهما يقول
: " لأن أدمع من خشية
الله أحب إلي من
أن أتصدق بألف دينار ! " .
وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية
الله فتسيل
دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً.
اللهم أجعلنا ممن يخشونك فى السر والعلن فتسيل دموعهم
خوفا ًورهبة ٍ منك ورجاء وأمل فى عفوك وكرمك